كما إننا نعرف سلسلة من الأعراض المتمثلة في الحمى والسعال والإرهاق والخمول باسم "الأنفلونزا"، فإن التأتأة (التلعثم) أيضا تتكون من عناصر وأسباب مختلفة مترابطة كحلقات السلسلة.
يحدث في حالة تكون فيها للشخص ذكريات سلبية مستمرة عن أمور مني فيها بالفشل والهزيمة.
بعد أن كان الشخص على وضع خاص، يسير الذهن الهادئ في حركة ذاتية نحو الكون "ذهنا مضطربا". والذهن المضطرب يرتبط بالدوافع المشروطة والهيجانات البارزة والفعالة (مثل التجارب المرة). أو بعبارة أخرى، إن الذهن المضطرب يساوي "فقدان التعادل الذهني".
بعد أن ارتبط الشخص بالذهن المضطرب، يقوم بتوقع المراحل اللاحقة التي تنم عن "الكراهة في الارتباط الكلامي" وذلك على أساس ما جرّبه في وقت سابق عن هذه الحالة. فيتوقع أن ألما شديدا قادم، أي أنه وبإظهاره التأتأة في الكلام وتلعثم لسانه سيعود ويتعرض للوم والاستحقار من نفسه ومن مخاطبه.
إن الشخص المتأتئ يكون في حالة "فقدان التعادل" متوقعا لنفسه حالات غير حميدة. فالشخص المصاب بالتأتأة أو التلعثم عندما يرى أنه لابد له من التأتأة في الكلام، يلجأ إلى "الإخفاء والتستر" سعيا لكتمانها عن أنظار الآخرين باللجوء إلى مختلف الأساليب، وذلك لتجنيب نفسه من الشعور بألم الاحتقار وعدم الكفاءة وغيرهما.
إن الإخفاء والتستر في أي موضوع كان، تترتب عليهما مضاعفات بالذات. مع أن كلا من جوانب مضاعفات التأتأة قد تترتب عليه في حد ذاته أعباء نفسية، إلا أن "الاضطراب والخوف" قد يؤديان أكثر من نظائرهما إلى نشوء حالة "التوتر" أو "القلق" في الشخص.
إن رد الفعل الجسدي على ضغط نفسي قد يتمثل في اشتداد التوتر العضلي، وينعكس هذا التوتر والقلق ويظهران بوضوح في الأوتار الصوتية؛ فعلى ذلك قد تؤدي مضاعفات التأتأة بسهولة إلى توتر الأوتار الصوتية.
إن "التلعثم" يأتي نتيجة تأثير توتر الأوتار الصوتية على عملية نطق الشخص وهو يتمثل في التوقف على الأصوات ومدّ الأصوات وتكرار الأصوات والهجاءات والكلمات والاضطراب في التنفس (الشهيق والزفير). بعبارة أخرى يعدّ التلعثم أو التأتأة (مع حصول التوتر في حركات أعضاء الجسم الأخرى للإنسان) فعلا غير إرادي يحصل لغرض دفع التوتر في الأوتار الصوتية.
إثر وقوع التوتر في الأوتار الصوتية يحاول الشخص عادة وبإجهاد واعتصار أن يصرف طاقة أكثر لتحرير أوتاره الصوتية، وفي الحقيقة تحصل "حالة التوتر والحركات الإضافية للأعضاء الأخرى" إثر توتر الأوتار الصوتية.
إن سماع الشخص تأتأته أو شعوره بها، يقوده باستمرار إلى الحلقة الأولى لهذه السلسلة وهي "الوضع الخاص". يذكر أن بعض المتأتئين لهم حساسية لـ "سماع صوت تأتأتهم" أكثر من الحساسية لـ "الشعور" بها، فيما أن حالة البعض الآخر تكون على عكس ذلك. فبالتالي، إنهم وبسماع صوت تأتأتهم يقادون إلى الأوضاع الخاصة أكثر فأكثر.
تسمى بـ "التأتأة الباطنية أو الذهنية" لكونها تتبلور في ذهن الشخص فقط، وهذه الحلقات الخمس هي: الوضع الخاص والذهن المضطرب والتوقع والإخفاء (التستر) ومضاعفات التأتأة.
التي يمكن مشاهدتها ولمسها وإحساسها (الشعور بها)، فهي تسمى بـ "التأتأة الظاهرية"، وهذه الحلقات هي: توتر الأوتار الصوتية، التلعثم، التوتر والحركات الإضافية للأعضاء الأخرى، سماع الشخص تأتأته أو شعوره بها.
البقاء على اتصال مع خبرائنا من خلال الطرق التالية
رقم 14 ، رقم 182 ، مبنى أطباء أناهيتا ، حارة أناهيتا ، حارة أناهيتا ، أعلى شارع مردماد ، شارع أفريقيا ، طهران